الجمعة، 16 مايو 2008

أسباب التنقل في الباديه


الإخوه الكرام هناك أسباب عديده تجعل من البدوي أن يرحل من
مكان إلى مكان أغلب الناس يربطها فقط بالبحث عن العشب فقط ,
نعم هي سبب رئيسي ولكن هناك أسباب أخرى :

ـ البحث عن الماء , وفي هذه الحاله يكون الناس في أواخر
الصيف أو أثناء الصيف يجتمع الناس حول مصادر المياه مثل
الأنهار والخيران والأوديه كما في مراحيل جنوب النيل الأزرق
فتكون أغلب القبائل مثل قبائل أم بررو ورفاعه ونزي
وغيرهم فيتجمعون في مناطق خور قرنتي وخور فلوس
ونهر السوباط وخور يابوس في منطقة المابان جنوب النيل
الأزرق وشمال أعالي النيل ,
ومجموعه كبيره تتجمع حول الحفائر والدوانكي كقبائل الشكريه
والبطاحين والكواهله والرشايده والزبيديه والبجا كنهر عطبره
والقاش والرهد وريره والصباغ وأم شديده . ومجموعة المسيريه
والحمر ونزي وسليم إلى منطقة بحر العرب وبحر الغزال وقبائل
الكبابيش والأحامده والكواهله والرزيقات إلى جنوب دارفور .


ــ البحث عن العشب , وهذا في بداية موسم الخريف , لأن في
الخريف تكون المياه متوفره في أي مكان , فتبدأ الرحله العكسيه ,
النشوق إلى القيزان والحدب والعوالي والتلال والربا بعيداً عن
السيول والطين وغيره . فيقضون فترة الخريف وعندما تبدأ المياه
بالتناقص لوقوف الأمطار تبدأ الرحله السابقه .


ــ الهروب من الحشرات . في فصل الخريف وفي مناطق
السافنا الغنيه قد تطول الأعشاب وتتوفر مع توفر المياه
ولا داعي للترحال , ولكن هناك أمر طاري لا بد من الرحيل
بسببه وهو كثرة الحشرات التي تمنع الحيوان من التفرغ للأكل
فتجده طول الوقت ينتفض ليطرد الحشرات ولا يأكل ولولم يرحلوا
لصارت الماشيه ضعيفه رغم توفر العشب والماء , فتجدهم
يرحلون إلى أماكن بها أعشاب خفيفه وحشرات أقل , وأود أن
أنوه هنا إلى المرحال الطبيعي التي تقوم به الغزلان والوعل وبقية
الحيوانات البريه من تلقاء نفسها بفعل الحشرات ,أنظر الأخطل :

فظلَّ يسوق النهي حتى تمدرت .... بطين الزبى أرساغه وجحافله
يغنيه بالفيض البــــعوض كأنها .... أغاني عرسٍ صنجه وجلاجله

فتجد الغزلان
والوعل ينتقل من منطقة جنوب أعالي النيل إلى أقاصي الشمال
مع النيل الأزرق في مناطق بانجيلا وخور فار والكدوه
عدار ماراً بها إلى خور البت والتبن وزرزوره وغيرها , وكلكم
تذكرون مسدار الصيد والحارملو . حتى الناس يحفظون مواعيد
مرحال الصيد وأماكن مروره . وسوف نعود انبين من يقود
والوعل في مرحالها . وحتى الثور الوحشي والظباء واالحمار
الوحشي , فكل الحيوانات البريه لا بد لها من قائد يقودها وله
مواصفات معينه وهو أن يكون قوي البنيه لتأتمر بأمره حتى
الذكور الأخرى في القطيع فلكل قطيع ( عقيد ) أو قائد مهمته
هو حماية القطيع والإهتمام بأمر مواضع العشب والماء والحذر
من الأعداء , يقول الأخطل : وهو يذكر حمار وحشي يقود
الأتباع إلى مكان يعرفه جيداً ويذكر له جبروته :

فلما تلوى في جحــــافله السفا .... وأوجــــعه مركــــوزهُ وذوابله
تذكَّر قرعاء القــــــتود فلم يجد .....بها منهلاً إذ أعوزته أكـــاحله
وظل كمثل النصب يقذف طرفه.... إلى كل شخصٍ بابئٍ هو عاد له

وأنظر إليه يذكر سواقته لها زجراً ومصوتاً حتى ساقها خماساً
وشبه بطونها من الجوع بالملاءه ( الملايه ) :

غيورٌ طوى طي الملاء بطونها ...ولوَّحها تشحاجه وصلاصله

ــ وأمرئ القيس يقول :
فأصدرها تعلو النجاد تعلو النجاد عشيةًأقبٌ كمقلاء الوليد شخيصُ
فجحشٌ على أدبـــــارهن مخلفٌ ... وجحش لدى مكـــــرهن وقيص


وتيس الظباء هو من يقودها ويسمى الطريفي لتطرفه في الرعي
لمراقبة القطيع , أنظر ود شوراني :

دوار البروق الفي الروينه طرفي
ختيت فوقو جرباني وفراشي وسيفي
ود الليرل الضاربابو أمو مكيفي
عندو عشيه يا أبوشكال جلوسي وكيفي

فهو يدور الفيافي بحثاً عن مكان العشب والماء , فعندما يجده
يرجع للقطيع مكان تركه ليأخذه إليه فمهمته مثل مهمة الدور
أو الدوار في الظعينه البشريه وأيضاً الضعينه لها عقيد ودليل
يدلها الطرقات والدروب فهو خبير بالمنطقه وغالباً مايكون
رجل كبير ذو خبره عاليه .
قال يوسف البنا :
عليك أمات رشوم لبسن حدادن وحفَّن
إيا عقيد ركـــــــــابين الضعاين اللفن

نرجع لتيس الظباء فالحاردلو هو أفضل من تحدث عن هذا
فقال :

تيسن ديما من حر الرحيح كملان
جــــــاهن من قفر بلداً بعيد قسيان

خـــلاهن رتوع في بقيل وخــــرجة نال
لا من دوَّر الـــــــــوادي السري السيَّال
فوق قمزوز طلع شاف في ملينتو زوال
وقلعة كو حفيرهها لقالو فيهو نعـــــــال


ــ الوخم .. والوخم هو عدم ملائمة الجو للحيوان من أمراض
وغيرها فتجد الناس ينتقلون من مكان إنتشار المرض إلى
أماكن أخرى .

ـــ وهناك أسباب أخرى سوف نوردها تباعاً وسوف نعود للدور
والروينه والطريفي .

ــــــــــــــــــــــــ
ودام الود

ليست هناك تعليقات: