الخميس، 8 مايو 2008

ضعن أم طعم

الإخوه الكرام دعوني أبدأ ظعائني من ما قاله الشاعر الكبير
عبد الله ود حمد ود شوراني فهو أحسن من يٌبدأ به , وكما
تعلمون لم ترحل قبيله وإلا رحلت معها حسانها الجميلات
تاركات العشَّاق يعانون ألم الفراق , من زمن أمرئ القيس
وحتى عنتره والأخطل وغيره فكم تحسر أمرئ القيس على
من تركوه خلفهم , وعلى من مر بأطلالهم :
كأنى غداة البين لما تحملَّوا ... ادى سمرات الحي ناقف حنظل
ويقول عنتر :
وتحل عبلة بالجواء وأهلنا ... بالحزن فالصمان فالمتثلم
كيف المزار وقد تربع أهلها... بعنيزتيم وأهلنا بالغيــــلم
س المشاهد والعشق والحرقه مرَّ بها الكثير من شعرائنا واليوم
عندما تطالع ماقاله ودشوراني تتكرر عندك المشاهد والمعاني ,,
فكان الدور ( الدوار ) يجوب الباديه بحثاً عن مناطق الكلأ
والعشب الوفير , وعندما يعود يأتي بالأخبار وترحل القبيله ,
وشاعرنا اليوم يقول :

دور عرب أم سماحتن خاتمه جاها عصير
سألــــوه قــــاليهُن بُطـــــانتنا نعمه وخير
خبرن جــــــايي فوق الغُردو قــارن الدير
بسط الديــــــسه قـــــــاد وسرَّ عقل الغير

جاء الدور وجاء الخبر إذن وحدد وجهة العشب وتوفره وفرح
الجميع , وبعد النقاش سوف تتحدد الجهه التي سوف تكون
محط الرحال ومواعيد الضعن والشديد .

هرع البروق ؟ عرب الطعني سريبُن
أرجو الشرقه هامين في مخت دمريبُن
يمشو طرابا سار الـــبال خبر شنحيبُن
لكن يخشو مطــــر اليوم يقسي دريبُن

السريب هي الحمى التي تأتي ليلاً وبها طعنات الألم , قرروا
الرحيل وكل همهم , مخت الدمريب وهو ما زاد حمله
وما يترك في الديار حتى العوده في الصيف القادم , والشنحيب
هو الجمل الطويل المحني والأصيل الذي جاء بالخبر .

بعد النــــافله عرب أُمـــات عقلتن حازمه
قاموا على التجار دايزين يقضُّوا اللازمه
لي راحة المشال جابوا التلوب متكـــازمه
بكره يخلو عُشقا أم ريد قلــــوبن رازمـــه

بعد صلاة النافله ضحى , ذهب الجميع ليقضي لوازمه من التجار
ومايحتاجونه من زاد وكل ما يحتاجون , وأحضرت التلوب
وهي جمال الشيل التي تتحمل الأحمال الثقيله , وغداً كل من يعشق
أم ريد سوف يحس مرارة الفراق والبين .

اليوم كلو في ميز الختيت والشـــيل
لا من جاهُن المسا والدماس والليل
دايرين نزلة الضُهري البدلي السيل
بالأسمح من الصيد والشتل والجيل

ضعن القلبي مـــابيذكر معــــاهو ندايد
زملو مــــــعزلات مـــافيها واحداً قايد
حورو العالي في ضهر أب مشالاً زايد
ينشُق دربو أبيض بدرت الحــول عايد

إذن ضعن الحبيب وكان الشاعر يحدد حورو وهودجه , فكان يركب
على أكثر التلوب حملاً لأهميته وقوته , ولم يبقى أمام عاشقنا إلا
أن يتمنى السلامه , وأن يكون دربه أبيض وأن يعود في الدرت
بعد حول أي عام .

رُخن كـــــان مِطعَّم للبلد والــــــديره
شيَّل وقافا راحل وروحي ساقا أسيره
ياود شيخنا مشن اليوم ضعاينو دميره
شِرب الريح وتقَّب في فــــؤادي قميره

رحل وقافا من كان يجعل للديره طعم فأصبحت بعده خلاء , وأشعل
جمر الفراق في فؤاد الشاعر , وشرب الريح واجهها ودميره أي
الإبل كان كأمواج بحر الدميره من الكثره , والمجموعات .

معشوقتي أم طعم ست الضُعون المادَّه
ناسا جميع نُشاط والرحايل ليهن لاده
فيهُن خوف من رومي السحابه الماده
دايرين نزلة القلعه الصعــــــيد الساده

إذن سوف يمزلون في قلعه ومكان مرتفع خوفاً من السيول , وراحلين
بهمه ونشاط يخافون أن تنزل تلك السحابه التي تملأ السماء , وهناك
في صعيد الساده سوف يمزلون .

عرب السولو منسوق البراتي شرايف
فاقو الشيل مع ضُهري النهار الهــايف
جاع جمــــَّالُن المارق سُمان مو سايف
دلوهو وقـــــيدوهو وهو للخديِّر عايف

زملاً شالن الغــــــايرالقلب بالهـــاري
ضايقات رتعة الحدب المقامو صفاري
الــــدور رحَّل الخلت جــــناني يقاري
ينجـــــاني الله من نار أم وضيباً تاري

عرب الهده لا عند المــــــتاني شـــــــتاتُن
يرعى حــــــويل بقرهن وشبو نار عِشياتُن
فرولُن شُمال وبروش ومطوطوات بِرشلتُن
رصــــولُن ربايط من زيَّف الصعيد الجاتُن

عرب الخلى صبري ضنين ورايي مقصَّف
جــــــاهُن مـــــغرباويَّن خفــــيف مالصَّف
عـــــاشقي الخدو فاق قمر العِشا الما خسَّف
غـــرقان في اللكـــــايب اللونو مابتوصف

أهل العنقو مرصوص بالبيق والتيل
حظرهن كبيراً يخشى من تعطيــــل
خفف نومو فصدو مع الرغيبه يشيل
نيتو قريب على صـــدر النديوه يميل

عربان الظريف وجمــيل وناير ونادي
سارو وصحبتُن قلبي الولوف ورقادي
لاقاـــهُن قليب سألـــــوهو من الوادي
قاليهُن ذِكرة المــــويه في سليم بــادي

العاشق يرحل بقلبه وأيضاً منامه سافر مع ضعون الحبيبه
وصار يوصف لنا مكان نزولهم ووجهتهم , وأقرب مكان لوجود
المياه .

بين الشملي وأب روف والعِقيله عطيه
خته ضعنها فوق مويه وخدار وسعيه
سمـــحه من أنداده ســـتلي قفــــلة نيه
أصـــــلها باديه رحـــاله وبيوته حنيه

أمظرو كما عنتر , قد وصلت الضعينه إلى المكان المقصود , نزلو
في مكان كله مويه وخدار وسعيه , وهذا المكان يشبه ما ذكره عنتر
الحزن والصمان فالمتثلم , حدد مكان بيوت الشعر بين ثلاث مناطق
معروفه وأيضاً ود شوراني , بين الشملي وأب روف والعقيله عطيه
مزلت محبوبته وظل هو هناك يكابد ألم الفراق ,
وختاماً أصلها باديه رحاله وبيووته حنيه من الحمايا وصغيره وحلوه

وهنا فلترتاح جمال الشيل , ويتم نصب الحنايا والشقق والشمال
وما أجملها من طبيعه كلها جمال وسحر , وهنا يتم نحر البكار بركةً
وكرامه .
ـــــــــــــــــــ
ودام الود

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ابدااااع والله ما قصرت يا المك