الشديد من شدَ وأصلها من شدَ السرج للسفر والشديد هو الظعن (الضعن ) وأهلنا في الباديه يتخذون الشديد منهاج حياة أي يرحلون من مكان إلى مكان , لذلك بسمون العرب الرحل , والضعن كثيراً مايترك وضع ماساوي على بعض الناس وخاصه إذا ظعن أحد أطراف العشق وترك الآخر في الديار أو غذا مرَ الشاعر ببقايا دار قديمه جمعته مع محبوبته وله فيها ذكريات وتسمى الوِلي بكسر الواو وتسمى الأطلال بالفصحى , وأما إذا رحل العاشقين في ضعينه واحده فقد لا يسبب هذا وضعاً مأساويا لأحد الطرفين بل يشكل وضعاً حسناً ولكن دعوني أدلف للوضع المأساوي الذي تخلفه الضعائن : تعرفون وخاصه المجربين الفراق وخاصه إذا كان فراق ليس بعده أمل في اللقاء , فمثلاً أن يتجاور بيتين في الباديه في احد السنين وتنشأ محبه وعشق وعندما ينقضي الخريف ويأتي الصيف قد ينتفرق الجيران دون أمل أن يجمعهم جوار آخر , وهذا مايخلف وضع صعب للعشاق , فمثلاً يقول أمرئ القيس :
كأني غداة البــــــين لما تحمــــلوا.... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ففاضت دموع العين مني صبابةً... على النحر حتى بلَ دمعيَ محملي
فيشبه أمرئ القيس حالته عندما رأى أهلها يشدون (يتهئون للرحيل ) وهو يقف عند سمرات الحي وهي شجرات الطلح (السمر ) فشبه حاله وهو يبكي بمن يقشر الحنظل وتعرفون من يقشر الحنظل يخرج من الحنظل رائحه أشد من رائحة البصل فتسيل الدموع بغزاره । وأيضاً ود شوراني شاعر الباديه عندنا يقول في ذلك :
بعد النــــــــــافله عرب أمات عقلةً حازمه
قاموا علي التجار دايرين يقضُوا اللازمه
لي راحة المشــال جابوا التلوب متكازمه
بكره يخلوا عُشقا أم ريد قــــلوبن رازمه
وقال ايضاً :
رُخن كــــان مِطعم للبــــــــلد والديره
شيَل وقافا راحل روحي سـاقا أسيره
ياود شيخنا مشَن اليوم ضعاينو دميره
شِرب الريح وتقَب في فؤادي قمـــيره
وهنا تشابه بين ودشوراني وأمرئ القيس في غداة البين والغداة فالغداة هي الضحى وكان يقصد بها اليوم كله , وبعد النافله وهي
وصف ود شوراني وتعرفون النافله بعد شروق الشمس ومابعدها الضحى , وهو يحن ويتوقع بكره العشاق تصبح قلوبهم رازمه
أي بها وقع كوقع الرزمي وهو صوت الرعد ,و(تقَب ) معناها أشعل والقميره هي النار التي بها الجمر الذي لا يموت يوج ।
أما عنتره فقال :
ما راعني إلا حمـــولة أهلها.... وسط الديارتسف حب الخمخم
ولقد نظرت غداة فارق اهلها...نظر المحب بطرف عينٍ مُغرمِ
وأحب لو أشفيك غير تملقٍ... والله من سقمٍ أصــابك من دمي
نفس المأساة تتكررمع عنتر الذي لم يروعه الجيش الجرار ولكن راعه منظر اهل عبله وهم يتحملون , ونفس الموعد وهو الغداة
راعه منظر جمال الشيل يردمون بها البيوت والفراش والأغراض وتخيلوا معي نظر المحب بطرف عينٍ مغرم , وكذلك شاعر بادية الكبابيش ود إدريس يقول في ذلك :
العشـــــــــاقه جنيت بالشدر تتجارى
حاشه لسانه ما لالا ونطق بي فجاره
أنا وايــــــــــــــاك والقمري البقوقي
أسرتنا الهموم محن ام خدود في داره
ويقول :
الشدو الرحال باكريه جبدوا ضعاينو
سفَل شرفو والعشاق وراهو بعاينو
وقال أحدهم :
فأتبعتهم طرفي وفد حال دونهم ... عوارب رملٍ ذو إلاءٍ وشبرقِ
فعزيت نفسي حين بانوا بحسرةٍ... أمــــونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
كأني غداة البــــــين لما تحمــــلوا.... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ففاضت دموع العين مني صبابةً... على النحر حتى بلَ دمعيَ محملي
فيشبه أمرئ القيس حالته عندما رأى أهلها يشدون (يتهئون للرحيل ) وهو يقف عند سمرات الحي وهي شجرات الطلح (السمر ) فشبه حاله وهو يبكي بمن يقشر الحنظل وتعرفون من يقشر الحنظل يخرج من الحنظل رائحه أشد من رائحة البصل فتسيل الدموع بغزاره । وأيضاً ود شوراني شاعر الباديه عندنا يقول في ذلك :
بعد النــــــــــافله عرب أمات عقلةً حازمه
قاموا علي التجار دايرين يقضُوا اللازمه
لي راحة المشــال جابوا التلوب متكازمه
بكره يخلوا عُشقا أم ريد قــــلوبن رازمه
وقال ايضاً :
رُخن كــــان مِطعم للبــــــــلد والديره
شيَل وقافا راحل روحي سـاقا أسيره
ياود شيخنا مشَن اليوم ضعاينو دميره
شِرب الريح وتقَب في فؤادي قمـــيره
وهنا تشابه بين ودشوراني وأمرئ القيس في غداة البين والغداة فالغداة هي الضحى وكان يقصد بها اليوم كله , وبعد النافله وهي
وصف ود شوراني وتعرفون النافله بعد شروق الشمس ومابعدها الضحى , وهو يحن ويتوقع بكره العشاق تصبح قلوبهم رازمه
أي بها وقع كوقع الرزمي وهو صوت الرعد ,و(تقَب ) معناها أشعل والقميره هي النار التي بها الجمر الذي لا يموت يوج ।
أما عنتره فقال :
ما راعني إلا حمـــولة أهلها.... وسط الديارتسف حب الخمخم
ولقد نظرت غداة فارق اهلها...نظر المحب بطرف عينٍ مُغرمِ
وأحب لو أشفيك غير تملقٍ... والله من سقمٍ أصــابك من دمي
نفس المأساة تتكررمع عنتر الذي لم يروعه الجيش الجرار ولكن راعه منظر اهل عبله وهم يتحملون , ونفس الموعد وهو الغداة
راعه منظر جمال الشيل يردمون بها البيوت والفراش والأغراض وتخيلوا معي نظر المحب بطرف عينٍ مغرم , وكذلك شاعر بادية الكبابيش ود إدريس يقول في ذلك :
العشـــــــــاقه جنيت بالشدر تتجارى
حاشه لسانه ما لالا ونطق بي فجاره
أنا وايــــــــــــــاك والقمري البقوقي
أسرتنا الهموم محن ام خدود في داره
ويقول :
الشدو الرحال باكريه جبدوا ضعاينو
سفَل شرفو والعشاق وراهو بعاينو
وقال أحدهم :
فأتبعتهم طرفي وفد حال دونهم ... عوارب رملٍ ذو إلاءٍ وشبرقِ
فعزيت نفسي حين بانوا بحسرةٍ... أمــــونٍ كبنيان اليهودي خيفقِ
وهنا منظر وداع من نوع مأساوي لا يعرفه إلا من جرب لوعة الفراق والوداع حينما تودع عزيزاً , وعينه هنا تتبع الراحلين حتى
إختفوا خلف الكثبان الرمليه , والحسره تحرق جوفه । وهاهو مناحي الدوسري شاعر باديه من الخليج يصف حاله ووجدهعندما فقد محبوبته بالرحيل والظعن بوجد من كان يرى وأصابه العمى فأصبح ضريراً وهنا يكون الوجد أكثر مما خلق اصلاً اعمى أوبمن قطعت كف يده اليمنى ظلماً وأما الناس فأصبح ياكل بيسراه وهان حاله فقال :
ياعلي ياوجدي من الغبن وجداه
وجد الضرير اللي من أول يشوفي
لامن بغى له بعض الاوقات مقضاه
لو كانت سهله صعبتها الظروفي
أو وجد مظلـــــــوم فقد كف يمناه
قطعت يمينو والخـــــــلايق تشوفي
قل اعتبــــارو يوم ياكل بيســــــراه
ويصد لو جاء للجمـــــــاعه ضيوفي
أما عمر بن كلثوم فيشبه حلة وجده بانها اشد من حالة الناقه التي فقدت صغيرها والمعروف ان حنين النوق هو أشد الحنين
والحنين هو صوت مستمر تخرجه الناقه , ويفوق حاله حال من فقدت ثمانيه من اولادها وبقى لها واحداً فقط , وحسبي انه
لوجدٌ شديد , وما أحره فقد الجنا وجنا الحشا حار , وما اجمله ان يشبه المحبوب بالجنا في المعزه فقال :
فما وجدت كوجدي ام سغبٍ ....أضلته فرجعت الحنينا
ولا شمطاء لم يترك شقاعا.... لها من تسعة إلا جنينا
تذكرت الصبا واشتقت لما ... رأيت حمولها أُصلاً حُدينا
وقد يتطور الوضع ويشتد الياس ويتضائل الامل فيدعو العاشقين على من امر الجماعه بالرحيل وهو هنا راس القبيله أو
الجماعه أو الخبير (العقيد) الذي يحدد مكان وموعد الظعن من مكان غلى مكان فنجد ود إدريس شاعر بادية الكبابيش
يتمنى أن تداهمهم الهوائل وتأخر سيرهم ويتمنى لهم البشتنه , ويتمنى لنسيبهم العيا (المرض) وأن تلدغ السوام
رأسهم الذي يقودهم ويتمنى ان تنطلق ماعزهم وتأتي إليه ليبحثوا عنها ويجدوها معه عله يراهم مره ثانيه لأنهم تركوه
دون راحله (زامله )ولم يتركوا له تلفون ليتصل بهم فقال :
الإنزفوا من دون داعي هدموا ساسُن
مو قل الخـــريف لكن قليل احساسن
يضوقوا البشتنه وهالةً تهدي حماسُن
يعيالم نســــــــــيبن ويلدغ الفي راسُن
ويقول
يروح معازُن إن شــــاء الله ويجيني طلقهم
عشان خلوني لا تلفون هلو ولا زاملةً بلحقهم
أما مناحي الدوسري شاعر بادية الخليج فيتمنى لهم المفأجاه بدهم الفرنج ليقتلوا روس القوم بمرهفات السيوف ويتمنى
أن تهاجهم الضواري السحم من الاسود والذئاب والكلاب الضاريه فتأكل من قدام وجوههم وتنهشكتوفهم فقال :
أقفوا بها لعلهم للمفـــــــــــاجأه
دهم الفرنج ومرهفات السيوفي
سحم الضواري من يمينو ويسراه
من قــدام وجهو وينهشن الكتوفي
وسوف نواصل بإذن الله في الأثر الذي تخلفه الظعائن بالمحبين والعشاق ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق