الثلاثاء، 3 يونيو 2008

ضعينة أدم ود البشير ( سند )

الإخوه الكرام اليوم مع فراش جديد يطارد عبق أزاهير الباديه مستنشقاً
دعاش الأمطار ورائحة التراب , وعاشق آخر فقد حبيبته بفعل الرحيل
مرةٌ أخرى ترزم الرعود وتومض البروق , وتخر التعول وتهب رياح
التغيير والتبديل . هنا تقوم القبيله أو المحموعه بإنتخاب فارس وخبير
بالدروب ليمتطي القارح الطغيان والشوح المحنى ليضرب به في
الباديه ليأتي ومعه خبر الباديه من سيولها وأمطارها وأعشابها
والمجابر والمهاوي وهو الذي يحدد الوجهه ( الدور ) أو الدوار
أو العسًّاس عند بادية . فحينها هناك بيوت تهدم وحسان سوف ترحل
وعاشفين سوق يوازرون السواجع بكاءاً وحنيناً ,

عقيد الدور ركب فوق الخطوتو عديله
دعك الأول البــــــــارح مطرتو تقيله
كربت بي مســــــايلاً قشهن مو نجيله
مسلوك أب تلاته وجاتو ساريه الليله

إذاً قد ركب عقيد الدور على جمله وأنطلق لأن الجمل خطوتو عديله
والناس تتفاءل به بجلب الأخبار الطيبه والمفرحه , وتوجه المكان
الذي قد نزلت فيه أمطار تقيله أول البارح ( أمس الأول ) ليعرف ما
إذا كان أثرها قد أروى الأرض أم لا .
وهو قد تجول بجمله في مسايل أماكن السيول , تلك التي بها الأعشاب
المغذيه للمواشي كالصفاري والحنتوت والربله والربعه والتبر وغيره
فهو ليس بالنجيله , والنجيله يحبها أهل المدن . وأيضاً اليوم قد إنهمرت
به ساريه والساريه هي مطرة الليل ومعروف عن مطر الليل يكون
غزيراً وتقيل .

البارد مشى وليهو المـــــريه إنحلت
الســــيل همبق القيقي وتبوبو إتملًّت
العاطوف مرق فوق الغلاد وعكلًّت
عقيد البـــــاديه نوًّخ والضعائن دلت

المريه هي الناقد العطوف الهديه , وأيضاً أرض الخير والبركه هي
الأرض المعطاءه , والتبوب جمع تب وهو مكان تتجمع فيه مياه
الأمطار ( ميعه ) ( رهد ) ( حقنه ) .
ونوًّخ أي أناخ ضعنه وتدلت الحمول في المكان الذي حدده .


عربك شاشو للسحب التقال حرقوص
عقيدُن كرًّب الباسبار علي المجنوس
ستات منشق الحور البسنلو جــروس
عملن ريش نعامهن فوق كبار الروس

يخاطب الحسناء بأن عربها ( قومها ) قد شاشو أي توجهوا وطلبوا
ورغبوا في السحب الممتلئه بالمياه والتي برقها يرف كالدوده
الحرقوص الذي يتلوى بكثره . وهاهو العقيد تمشى بحميع النواحي
والأماكن , وهاهن ستات الحياء والخفر . والحور هو الهودج الذي
يخصص للبنات , والبسنلو أي البسون ليهو جروس وأجراس لترن
أثناء السير والظعن وتمايل ها هن قد عملن (سون ) وزينن الرحل
بريش النعام الذي يربط في الأبل (كبار الروس ) .

رحلو وختو قفراً ما إنزًّل معــــــفوس
شميط الأجزل البرمي التلب ممغوص
ناشــــــــقين للربيع والعِرقه بالفقوس
صمد الراويه بكًّر وعادلولو جخــوس

إذا قد رحلو , ختو : أي وضعو منزلهم وحمولهم , القفر
المكان الخالي الذي لم ينزله غيرهم من قبل وعشبه لم تأكل
فيه إبل غيرهم . ناشقين والنشوق هو الرحيل في فصل الربيع
إلى القيزان والمجابر والعوالي وهو عكس المرحال هو الرحيل
خلف المياه في الصيف . صمد الراويه هو المسئول عن مياه
الشرب (الري ) بكًّر أي ذهب مبكراً وعادلولو أي جعلو حمله متعادل .
جخوس قرب من جلد البقر أي جعلوا منها كل جخس بجانب من
الراويه .

عقط الدور عقيدُن بالوشــــــيك منوالو
عفسو الدار وجابو النيب د نوهن وشالو
بالخـــــدادو ياقوت الحضيري جمــــالو
ضعنهن قام عمود وادي البطـانه شمالو

الدور الدوار كما قلنا , والوشيك منوالو هو الجمل القوي
والسريع الذي ينال المكان المراد سريعاً , عفسو الدار
أي هدمو البيوت , بيوت الشعر لها النيب وهي الجمال التي
وصل عمرها تسع سنوات وشق نائبها . وبالتأكيد هي جمال
قويه ومتمرسه وأصيله , وحملو البيوت على هذه النيب .
دنوها قربوها من الأحمال . تحرك الضعن ومعهم الحسناء
الجميله التي نور خدودها يشبه الذهب والياقوت الذي يبعه
الحضيري , والحضر هم التجار الذين يبيعون العمود المستقيم
وترك وادي البطانه على يساره , حمنو معي إلى أين تتجه
الضعينه .

رحلوبه الصباح فوق الوشيك وبتطرق
سمح لولايو لمسيكة القفـــــاهو مكرِّق
شربربه الدعاش نفس السماها مزرِّق
عندها حظ نجــــــوماً للسحاب مابقرِّق

رحلو بالجميله والمعشوقه , في الجمل الناب والتلب
والأصيل والسريع وشبه الشاعر حركة الهودج وكأن
الجمل يلولي الفتاه ويهدهدها يمنى ويسرى . وهي جميله
كرائحة المسك الذي يستخرج من التمساح وهو
القفاهو مكرِّق ( أب كريق ) . شربربه الدعاش أي توجهو
بها عكس حركة الدعاش , وهذا مهم لأن الدعاش وهو
رائحة المطر والعشب والتراب المبتل بالمطر يأتي من
الجهه التي يمشون نحوها . هذه الفتاه محظوظه , بخيته
, ينفاءلون بها , يعني غير نحس وحظها لم يفرق السحب
وسوف تمطر ولا تتفرق , تيمناً بمقدمها الجميل .

رحلوبه الصباح فوق الطرقتو نشيطه
سمحه معلقات حوره الجرايدو نشيطه
سعدها مراشي ماله بت فراش وبخيته
ما بتضحك كبار فرة سنونه بسيـــــطه

رحلو بها صباحاً باكراً بنشاط وهمه , على جمل نشيط وأصيل
, وحورها مزركش بالودع والأجراس وريش النعام ومعلق
عليه الزينه , وسعدها أي حظها مراشي , لما لا وهي بت
فراش أي بت أصول وبخيته محظوظه ولا تقعقع في ضحكها
وكلها حشمه وأدب ونادراً ماترى سنونها ضحكاً
وكلها حياء وأدب .

رحلوبه أم نفـــــــايل وستفو العيريت

جبدوبه الصباح مــــــارقدوها هتيت

الفي الشده حورها الشاهدوهو بخيت

قدلبو المــــاصع السوكر مع سيتيت

ــــــــــــــــــــ

الذكرني قـــــــافاتي وعقب غــــنيت

نشًّاق البدو ومي راحله فوق مربيت

السيد بيته ما قال آسف إنغشــــــيت

حكرولها أب دِرز ود المسنلو هقيت

ــــــــــــــــــــــــــ

درفون رٌحًّل الباديه السمح في جيلو

حكرولو البيقدل بالجروس وشليلو

الفي الشايه بصهل لي سبايك خيلو

مع العفسو النقيه وبكره بدري بشيلو

ــــــــــــــــــــــــــ

بالدرعه الجزو الرحل قبــــــايلك خرًّف

غزلك شاشا لي لمعي البروق وأتشرًّف

حورك تلبو نايب ولي مشـــالو مشرًّف

ضعنك قام سدُر عينه وسحـــابك جرًّف

ـــــــــــــــــــــــ

سحبك قلب القــــــبلي ورزم هضـــــــــليلك

جروس أم درعه هرجن فوق جرارق شيلك

عرب الثروه فيك نزلو السليك وغســـــيلك

شابين بالضــــــهور خــــايفين مدالق سيلك

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ودام الود